الجاحظ يتكلم هناعنافصح رجل فى العالم

الجاحظ يتكلم عن فصاحة نبيك الكريم الذى لا ينطق عن الهوى انما هو وحى يوحى علمه شديد القوى
(كلامه صلى الله عليه وسلم هو الكلام الذى قل عدد حروفه وكثر معانيه وجل عن الصنعه ونزه عن التكلف وكما قال الله تبارك وتعالى قل يا محمد (وما انا من المتكلفين) فكيف وقد عاب التشديق وجانب اصحاب التقعير واستعمل المبسوط فى موضع البسط والمقصور فى موضع القصر وهجر الغريب الوحشى ورغب عن العجين النسوقى فلم ينطق الا عن ميراث حكمه ولم يتكلم الا بكلام قد حف به العصمه وشيد بالتاييد ويسر بالتوفيق والقلى الله( عز وجل) عليه المحبه وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابه والحلاوه وبين حسن الافهام وقلة عدد الكلام ومع استغنائه عن اعادته وقلة حاجة السامع الى معاودته لم تسقط له كلمه ولا زلت به قدم ولا بارت له حجه ولم يقم له خصم ولا افحمه خطيب بل يبذ الخطب الطوال بالكلام القصير ولا يلتمس اسكات الخصم الا بما يعرفه الخصم ولا يحتج الا بالصدق ولا يطلب الفلج (الظفر على الخصم)الا بالحق ولا يستعين بالخلابه (الخداعه ببريق الحديث) ولا يستعمل المواربه (الخداع) ولا يهمز ولا يلمز زلا يبطىء ولا يعجل ولا يسهب ولا يحصر (الحصر اى العجز عن الكلام)
ولا سمع كلام قط اعم نفعا ولا اصدق لفظا ولا اعدل وزنا ولا اجمل مذهبا ولا اكرم مطلبا ولا احسن موقعا ولا اسهل مخرجا ولا افصح عن معناه ولا ابين فى فحوام من كلامه صلى الله عليه وسلم
ومن خطبه عليه افضل الصلاه وازكى التسليم قوله ***** ان الرائد (الرائد الذى يرسل فى طلب الكلا اى المعيشه ) لا يكذب اهله
فو الله لو كذبت الناس ما كذبتكم ولو غررت الناس ما غررتكم والله الذى لا اله الا هو انى لرسول الله اليكم حقا والى الناس كافه والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تتيقظون ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون الاحسان احسانا وبالسوء سوءا وانها للجنة ابدا او النار ابدا وانكم لاول من انذر بين يدى عذاب شديد*****
وقوله ايضا *****كان الموت فى الدنيا على غيرنا كتب وكان الحق على غيرنا وجب وكان الذن نشيع من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون نبوئهم اجداثهم وناكل تراثهم لاننا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظه وامنا كل حائجه طوبى لمنشغله عيبه عن عيوب الناس وانفق من مال اكتسبع من غير معصية ورحم الله اهل الذل وخالط اهل الفقه والحكمه طوبى لمن اذل نفسه وحسنت خليقته وصحت سريرته وعزل عن الناس شره وانفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوته ووسعته السنه ولم يعدها الى البدعه ****