Admin Admin
المساهمات : 310 تاريخ التسجيل : 24/05/2011
| |
Admin Admin
المساهمات : 310 تاريخ التسجيل : 24/05/2011
| موضوع: مشكوررررر الأحد مايو 29, 2011 8:16 pm | |
|
المبحث الثانى: وحدة الأديان
خرافة كبيرة من خرافات الصوفية ، وشطحة من شطحاتهم الكثيرة ، وهي لا تخرج إلا من خيال مريض يظن أنه يتسامح إنسانياً ، ولكنها في نفس الوقت فكرة خطيرة لأنها تصادم سنن الله في الكون والحياة ومنها سنة الصراع بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، والجمع بين الكل على قد المساواة هو خبث مركز لهدم الإسلام أو هذيان مقلد لا يدري ما يقول ، و إلا فكيف نسوي بين من يعبد الله سبحانه وتعالى وحده وبين من يعبد البقر ، أو حرف كتب الله وعبد أنبيائه ، كيف نجمع بين الإيمان والكفر هذا لا يكون إلا ممن يؤمن بوحدة الوجود كابن عربي وتلامذته الذين يعتقدون أن كل موجود على الأرض صحيح ولا داعي للتفرقة ، والله أوسع من أن يحصره عقيدة معينة فالكل مصيب " وأما عذاب أهل النار فهو مشتق من العذوبة " ؟!!. ويترجم ابن عربي هذه العقيدة شعراً فيقول: لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجــهت
ركائبه فالحب ديني وإيـــماني
وينسج على منواله صديقة ابن الفارض فيقول: وما عقد الزنار حكماً سوى يدي
وإن حل بالإقرار فهي حلت
وإن خرّ للأحجار في البد عاكف
فلا وجه للإنكار بالعصبيـــة
وإذا كان بعض المعتدلين يحذرون من كتب ابن عربي، مع أنهم لا يعتقدون بكفره ويبررون أقواله ويأولونها فإننا لم نسمع منهم أحداً يحذر من شعر جلال الدين الرومي مع أن المعجبين به كثر وخاصة بين مسلمي الهند وتركيا، وهذه إحدى قصائده يتشبه فيها بأستاذه ابن عربي: انظر إلى العمامة أحكمها فوق رأسي ... بل انظر إلى زنار زاردشت حول خصري ... فلا تنأ عني لا تنأ عني ... مسلم أنا ولكني نصراني وبرهمي وزرادشتي ... توكلت عليك أيها الحق الأعلى ... ليس لي سوى معبد واحد ... مسجداً أو كنيسة أو بيت أصنام ... ووجهك الكريم فيه غاية نعمني ... فلا تنأ عني ، لا تنأ عني . فصلوات اليهود ، وعقد زنار النصارى ، وبد الوثنية في الهند ومساجد الله كلها عند هؤلاء ساح فساح يعبد فيها الله . ونحن وإن كنا لا نتهم كل الصوفية بهذه البدعة لأن القول بها ضلال وكفر وانحراف ولا يقول به إلا غلاتهم ، إلا أن أجواء الصوفية ربما تساعد على نشوء مثل هذه الأفكار أو قريباً منها ، فالاستغراق في توحيد الربوبية وأن الله رب كل شيء ومليكه ، وفي القضاء والقدر الكوني الذي يسري على المؤمن والكافر ، دون الإلتفات إلى جانب الأمر والنهي الشرعيين والمخاطب بهما المؤمنين والذي هو جانب توحيد الألوهية ، والاستغراق في كلمات ذوقية مثل الحب الإلهي والعشق الإلهي ، كل هذا أدى إلى قول أبي يزيد البسطامي عندما اجتاز بمقبرة اليهود: " معذورون" ومر بمقبرة المسلمين فقال " مغرورون " ثم يخاطب الله سبحانه وتعالى : " ما هؤلاء حتى تعذبهم حطام جرت عليهم القضايا ، اعف عنهم " وكأنه يريد أن يثبت رحمته للجنس البشري كله ، وكأنه أرحم من الله سبحانه بعباده ، ومن هذا القبيل ما روى الأمير شكيب أرسلان عن أحمد الشريف السنوسي أن عمه الأستاذ المهدي كان يقول له: " لا تحتقرن أحداًً لا مسلماً ولا نصرانياً ولا يهودياً ولا كافراً لعله يكون في نفسه عند الله أفضل منك إذ أنت لا تدري تكون خاتمتك " . وهذا الكلام غير صحيح من الشيخ السنوسي لأننا عندما نحتقر الكافر نحتقره لكفره وعندما يسلم نحترمه لإسلامه ونحن لنا الظاهر ، ولكن أثر التصوف واضح فيه وإن كنت لا أعتقد أنه ممن يقول بوحدة الأديان . إن هذه العقيدة شبيهة بأفكار الماسونية التي تدعو إلى وحدة الإنسانية وترك الاختلاف بسبب الأديان فليترك كل واحد دينه وعقيدته وإنما تجمعنا الإنسانية ، دعوة خبيثة ملمسها ناعم ولكنها تحمل السم الزعاف في أحشائها.
الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم
تقرير بمشاركة سيئة أبلغ عن مخالفة رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة أهل السنة مشاهدة ملفه الشخصي إرسال رسالة خاصة إلى أهل السنة قديم 21-08-2010, 07:39 AM رقم المشاركة : 3 أهل السنة عضو ممتاز
أهل السنة غير متواجد حالياً
افتراضي
المبحث الثالث: الحقيقة المحمَدية
شعبة من شعب الغلو الذي وقعت فيه الصوفية بل من شعب الكفر ، وهو مزيج من الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأثر بالفلسفة اليونانية في تقريرها لأول مخلوق ، والتأثر بالنصرانية التي أضفت صفات الربوبية على المسيح عليه السلام. والمشكلة أن هذه التي يسمونها (الحقيقة المحمدية) هي غموض كامل وعماء في عماء ، ولأنها نشأت في الأصل من خيال مريض وأوهام ليس لها أي رصيد في الواقع ، ولذلك نلاحظ أن أقوالهم في تعريفها أو الكلام عنها غامضة أيضاً ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أول موجود وأول مخلوق وهو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره ، وهو الذي منه انشقت الأسرار ولا شيء إلا وهو به منوط ، وهو عين الإيمان والسبب في وجود كل إنسان . وكأن الصوفية لم يستسيغوا أن يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كما وصفه القرآن الكريم بشراً رسولاً وقد جعلوا أقطابهم تتصف بما وصف الله سبحانه وتعالى نفسه ، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدعوا ما أسموه (الحقيقة المحمدية) وعلى أساس هذه النظرية ندرك مغزى ما يقول البوصيري: وكل آي أتى الرسل الكرامُ بها فإنما اتصلت من نوره بهم وقوله: وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم وقول ابن نباته المصري: لولاه ما كان أرض ولا أفق ولا زمان ولا خلق ولا جبل وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته من الغلو فقال صلى الله عليه وسلم محذراً: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله)) . ولكن الذي فعله هؤلاء هو أكبر من الغلو ، إنه الشرك والضلال ، و إلا كيف تفسر قول الشيخ الدباغ " إن مجمع نوره لو وضع على العرش لذاب " وقول أبي العباس المرسي: " جميع الأنبياء خلقوا من الرحمة ونبينا هو عين الرحمة " قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}[الأنبياء :107] . فانظر إلى هذا الاستنتاج العجيب . إنها المضاهات بعينها ، فإذا كان المسيح ابن الله عند النصارى فلماذا لا يخترع الصوفية (الحقيقة المحمدية) ، وهذا ناتج نظريتهم في وحدة الوجود . ومن المؤسف أن المستشرق (نيكلسون) يتكلم في كتابه كلاماً صحيحاً عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم بينما غلاة الصوفية تاهوا في معمياتهم وسراديبهم ، يقول: " إذا بحثنا في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم في ضوء ما ورد في القرآن ، وجدنا الفرق شاسعاً بينهما وبين الصورة التي صور بها الصوفية أوليائهم ، ذلك أن الولي الصوفي أو الإمام المعصوم عند الشيعة ، قد وُصفا بجميع الصفات الإلهية ، بينما وصف الرسول في القرآن الكريم بأنه بشر ". الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم
المبحث الرابع: الأولياء والكرامات
من أكثر الأشياء التي يدندن حولها الصوفية قديماً وحديثاً موضوع الأولياء والكرامات التي تحصل لهم ، وقبل إن نتكلم عن مدى مطابقة ما يذهبون إليه للكتاب والسنة ، قبل هذا لا بد تعريف الولي وكيف تطورت هذه اللفظة لتصبح مصطلحاً خاصاً علماً على فئة معينة ثم نتكلم عن الكرامات وما هو مقبول منها وما هو مردود . جاء في كتاب (قَطْر الولي على حديث الولي : الولي في اللغة: القريب والولاية ضد العداوة ، وأصل الولاية المحبة والتقريب ، والمراد بأولياء الله خلص المؤمنين ، وقد فسر سبحانه هؤلاء الأولياء قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[يونس:63]أي يؤمنون بما يجب الإيمان به ويتقون ما يجب عليهم اتقاؤه من المعاصي ، قال ابن تيمية: الولي سمي ولياً من موالاته للطاعات أي متابعته لها ، وهذا المعنى الذي يدور بين الحب والقرب والنصرة هو الذي أراده القرآن الكريم من كلمة ولي مشتقاتها في كل موضع أتى بها فيه ، سواء في جانب أولياء الله أو في جانب أعداء الله. ومن ثم فليس لنا أن نخرج هذا المصطلح عن المعنى الذي حدده القرآن بلسان عربي مبين . يقول ابن حجر العسقلاني: " المراد بولي الله: العالم بالله تعالى ، المواظب على طاعته . " ، هكذا كان استعمالها وظلت النظرة إليها بهذا المعنى إلى أن دخلت أوساط الشيعة ثم في دائرة الصوفية فأطلقوها على أئمتهم ومشايخهم مراعين فيه اعتبارات أخرى ، غير هذه الاعتبارات الإسلامية فأصبحت محصورة في طائفة خاصة بعد أن كانت صفة محتملة لي إنسان يقوم بنصرة دين الله من عباده المسلمين ، وأول من صرف هذا المعنى إلى معنى خاص هم الشيعة فأطلقوها على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه على اعتبار أنه هو وذريته (بشراً نورانين من طينة مكنونة تحت العرش) ثم أضاف لها الشيعة والصوفية (العلم اللدني لأن الشيعة يعتقدون أن علي ابن أبي طالب أخذ علماً خاصاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم . والقشيري من الصوفية يرى: " بأن من أجل الكرامات التي تكون للأولياء العصمة من المعاصي والمخالفات " وهذه قلدوا فيها الشيعة الذين يعتقدون العصمة لأئمتهم ، وربما تلطف الصوفية فسموها (الحفظ) كما يقول الكلاباذي " ولطائف الله في عصمة أنبيائه وحفظ أوليائه .... " وأكبر مقامات الولي عند الصوفية هو (الفناء) وهو باب الولاية ومقامها أما عند ابن عربي فهي مراتب ومنها مرتبة الولاية الخاصة وهو الورثة لأنهم أخذوا علمهم عن الله مباشرة !!؟ ، وهم عن ابن عربي أفضل من الأنبياء نظراً لما هم عليه من ذوق أدركوا به علم الوجود ووقفوا على سر القدر . هذا هو التحديد التعسفي لمفهوم الولاية عند الصوفية ، أما شخصية الولي في القرآن الكريم فهي شخصية إيجابية يترسم خطى الدين في كل ما أمر أو نهي ، والصحابة ومن تبع أثرهم من العلماء العاملين هم أولى الناس بهذا اللفظ ويصدق عليهم حديث: " من عادى لي ولياً .... " وطريق الوصول إلى الولاية عند الصوفية طريق معكوس لأن الغاية من مجاهداتهم هي معرفة أو الفناء و والمفروض أن معرفة الله سبحانه هي خطوة أولى للإيمان وهذه المعرفة فطرية كما يحدثنا القرآن ، والعمل الصالح هو الذي يوصل إلى أن يحب الله عبدَه ، وأما فناؤهم فهو يوصلهم إلى كفر الاتحاد والحلول فطريق الولاية عند أهل السنة سهل ميسر ومن أول هذا الطريق تبدأ المحبة بين الله سبحانه وعبده بينما طريق الصوفية طريق شكلي إلى ، لا بد أن يمر المريد بكذا وكذا ثم يصل إلى شطحات يظن فيها أنه شاهد الحق . وأفضل الأولياء عند أهل السنة الأنبياء والرسل بينما عند الصوفية النبي يقصر عن الفلاسفة المتألهين في البحث والحكمة كما يقول السهروردي المقتول على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، فالولي عند أهل السنة هو ذاك المسلم الإيجابي الذي يقوم بالطاعات ، والولي عند الصوفية هو المستغرق في الفناء . بعد هذا البيان والإيضاح لكلمة الولي وكيف تطورت ، والمعنى السني لها ، لا بد من توضيح المقصود بـ (الكرامات) وما هو رأي أهل السنة فيها وهل التزم الصوفي بهذا الرأي ؟ وهل هناك ارتباط بين الولاية والكرامة فنقول: خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وسيره على سنن محكمة مطردة لا تتعارض ولا تتخلف ، وربط المسببات بأسبابها والنتائج بمقدماتها وأودع في الأشياء خواصها ، فالنار للإحراق ، والماء للإرواء والطعام للجائع ، ثم هذا النظام الكوني البديع المتناسق الشمس والقمر والنجوم ، وتعاقب الليل والنهار .. كل بنظام محكم ، فإذا لم ترتبط الأسباب بنتائجها وخرقت هذه العادة المألوفة بإذن الله لمصلحة دينية أو دعاء رجل صالح ، فهذا الخرق إذا كان لنبي فهو معجزة ، وإذا كان لأناس صالحين فهو كرامة وهذه الكرامة إن حصلت لولي حقاً فهي الحقيقة تدخل في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وتحصل ببركة إتباعه . وهذه الخوارق إما أن تكون من جهة العلم بأن يسمع النبي ما لا يسمع غيره أو يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناماً أو يعلم مالا يعلم غيره حياً وإلهاماً أو فراسة صادقة لعبد صالح ، وإما أن تكون من باب القدرة والتأثير مثل دعوة مستجابة أو تكثير الطعام وعدم إحراق النار ، وقد حصل للصحابة رضوان الله عليهم كرامات من هذا النوع وكانت إما لحاجة أو حجة في الدين ، كما أكرم الله سبحانه أم أيمن عندما هاجرت وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش وكانت صائمة ، فلما كان وقت الفطر سمعت حساً على رأسها فإذا دلو معلق فشربت منه ، وكان البراء بن مالك إذا أقسم على الله أبّر قسمه ، وكان سعد بن أبي وقاص مستجاب الدعوة ، مشى أمير الجيوش الإسلامية في البحرين العلاء بن الحضرمي وجنوده فوق الماء لما أعترضهم البحر ولم يكن معهم سفن تحملهم وأُلقي أبو مسلم الخولاني في النار فلم تحرقه . هذه حوادث صحيحة وقعت للصحابة رضوان الله عليهم ، وأكثر منها وقع في عصر ما بعد التابعين . فأهل السنة لا ينكرون الكرامات كما ينكرها المبتدعة ، وهم يعلمون أن الله الذي وضع الأسباب ومسبباتها قادر على خرق هذه السنن لعبد من عباده ، ولكن الصوفية جعلوا مجرد وقوعها دليلاً على فضل صاحبها حتى ولو وقعت من فاجر قالوا هذه كرامة لشيخ الطريقة ولذلك لا بد من ملاحظات وتحفظات حول هذا الموضوع . أولاً: هذه الخوارق كانت تقع للصحابة دون تكلف منهم أو تطلب لها أو رياضات روحية يستجلبون بها هذه الخوارق ، بل تقع إكراماً من الله لهم أو دعاء يرون فيه مصلحة دينية إما لحجة أو لحاجة للمسلمين كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم ، أما المتأخرون فيطلبونها ويتكلفون لها الرياضات الروحية وربما أفسد جسمه ونفسيته بسبب هذا مع أن " طلب الكرامات ليس عليه دليل ، بل الدليل خلاف ذلك فإنما غيب عن الإنسان ولا هو من التكاليف لا يطالب به " وهذا من التأثير بالفلاسفة حيث يقررون رياضات معينة للوصول إلى هذه الخوارق . ثانياً: إن كرامات أولياء الله لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى والولي لله هو المحافظ على الفرائض والسنن والنوافل ، عالماً بأمر الله عاملاً بما يعلم فمن صفت عقيدته وصح عمله كان ولياً لله يستحق إكرام الله له إن شاء ، فهذا إذا خرقت له العادة لا تضر ولا يغتر بذلك ولا تصيبه رعونه ، وقد لا تحصل لمن هو أفضل منه فليست هي بحد ذاتها دليلاً على الأفضلية ، فالصديق رضي الله عنه لم يحتج إليها ، وحصلت لغيره من الصحابة ، كما أنه ليس كل من خرقت له العادة يكون ولياً لله كما أنه ليس كل من حصل له نِعَمٌ دنيوية تعد كرامة له ، بل قد تخرق العادة لمن يكون تاركاً للفرائض مباشراً للفواحش فهذه لا تعدوا أن تكون إما مساعدة من شياطين الجن ليضلوا الناس عن سبيل الله ، أو استدراج من الله ومكر به أو رياضة مثل الرياضات التي يمارسها الهنود والبوذيون الكفرة ثم يضربون أنفسهم بآلات حادة ولا تؤثر فيهم أو يتركون الطعام أياماً عديدة إلى غير ذلك ويظن الفسقة أن هذه كرامة لهم . ثالثاً: هناك سؤال مهم في هذا الصدد وهو لماذا كانت هذه الحوادث من خرق العادات قليلة في زمن الصحابة والتابعين ثم كثرت بعدئذ ؟ يجيب ابن تيمية: " أنها بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه فيها ما يقوي إيمانه ويكون من هو أكمل ولاية منه مستغنياً عن ذلك لعلو درجته ، كما أن عدم وجودها لا يضر المسلم ولا ينقص ذلك في مرتبته والصحابة مع علو مرتبتهم جاءتهم هذه الخوارق إكراماً لهم أو لحاجة في الدين ، وكثرتها في المتأخرين دليل على ما قاله ابن تيمية أو لتطلبهم إياها بالرياضة الروحية . رابعاً: إن معجزة هذا الدين الكبرى هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، وعندما طلب منه صلى الله عليه وسلم معجزات مادية رفض ذلك لأن هذا ليس هو منهج هذا الدين وقد ذكر القرآن الكريم هذا الطلب ، قال تعالى : " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً ، أو تكون لك جنة من نخيل فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً ، أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً}[الإسراء:93]. كما أمر صلى الله عليه وسلم أن يبرأ من دعوى الغنى والقدرة وعلم الغيب إلا ما علمه الله سبحانه وتعالى : {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ}[الأنعام:50]، ولذلك كانت حياته وسيرته تجري كبقية عادات البشر ومألوفاتهم مع ما أعطي من شرف المنزلة ، وعندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم يطر في الهواء ولم تطو له الأرض وإنما سار كما يسير أي راكب ويقطع المسافة في تسعة أيام ، لماذا ؟ لأن هذا هو الأصل ، الأصل أن يسير الناس على السنن الكونية التي أودعها الله في الخلق ، ولكن كثرة الناس يؤذيها أن يكون الكون سائراً على قانون محكم ويسعدها أن يكون هذا القانون بيد المجاذيب والدراويش يتصرفون به . وتبقى الحقيقة أن الاستقامة على طريق الهدى ، طريق السنة والإتباع ، طريق الصحابة ومن تبعهم بإحسان ، هذه الاستقامة هي عين الكرامة ، فإن حصل بعدئذ خرق العادة إكراماً من الله سبحانه وتعالى لمؤمن صادق فهذه يجب أن يخفيها ولا يذيعها ويشكر الله سبحانه على ما منّ به عليه.
الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم
| |
|
Admin Admin
المساهمات : 310 تاريخ التسجيل : 24/05/2011
| موضوع: الباب الخامس الأحد مايو 29, 2011 8:17 pm | |
|
المبحث الخامس: الأقطاب والأوتاد
بعد أن حرف كلمة ولي عن معناها الذي أراده القرآن الكريم اخترعوا ما يسمونه بالأقطاب والأوتاد والأبدال . تسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، يرتبون بها أوليائهم ترتيباً فيه مضاهاة للنصارى الذين يرتبون رجال الدين عندهم بدأ بالشماس وانتهاء بالبابا كما أنه فيه تشبه بالشيعة في ترتيب الأئمة وكذلك ترتيب النصيرية والإسماعيلية في أئمتهم كالسابق والتالي والناطق والأساس ، وقد رتبوا أوليائهم حسب أهميتهم على الشكل التالي: القطب . الأوتاد الأربعة . الأبدال وعددهم أربعون وهم بالشام ... ؟ ! النجباء وهم الذين يحملون عن الخلق أثقالهم . النقباء . وما هي حقيقة القطب عندهم؟ يجيب مؤسس الطريقة التجانية: " إن حقيقة القطبانية هي الخلافة عن الحق مطلقاً ، فلا يصل إلى الخلق شيء من الحق (الله) إلا بحكم القطب " ، ثم قسموا القطب إلى نوعين: نوع هو من البشر مخلوق موجود على هذه الأرض ، يتخلف بدلاً عنه حال موته أقرب الأبدال له (التشبه بالنصارى) وقطب لا يقوم مقامه أحد وهو الروح المصطفوي وهو يسري في الكون سريان الروح في الجسد . أما الرفاعي فقد تعدى هذه الأطوار فيقول أحد تلامذته: " نزه شيخك عن القطبية " وعند أبي العباس المرسى مقام القطبية فوقه مقام الصديقية وعند الشاذلي " يكشف له عن حقيقة الذات " . وأما الأوتاد فهم أربع رجال منازلهم على منازل الأركان الأربعة من العالم شرق وغرب وشمال وجنوب . والأبدال سبعة رجال من سافر من موضع ترك جسداً على صورته حياً بحياته . إن المسلم ليمتلكه العجب عندما يقرا أو يسمع ما يقوله هؤلاء من أمثال الجرجاني وغيره الذين يدعون العلم والمعرفة ، إن هذه أمور خطيرة تمس جوهر العقيدة الإسلامية ، إن الاعتقاد بأن أحداً غير الله سبحانه يتصرف في هذا الكون هو شرك أكبر مع أن الله سبحانه وصف أكابر أوليائه بالصديقين كأبي بكر وسيدة مريم والدة المسيح عليه السلام فيأتي هؤلاء ليحادوا الله ورسوله ويقولوا: القطبية هي مرتبه فوق الصديقية وأما مصادمة كلامهم للعقل من البديهيات الأولية و لأن الخرافة لا يمكن أن يصدق بها عقل . أوتاد وأقطاب يتحكمون في العالم وهؤلاء سبعة وأولئك أربعة من أين جاءوا بهذا التحديد وهذا العدد ؟ ومن أين جاءوا بهذا القطب الذي جعلوه نائباً لله ؟ كأن الله سبحانه ملك من الملوك يحتاج إلى نواب سبحانك هذا بهتان عظيم وإفك مبين ، وهذا الكلام وكلامهم عن الحقيقة المحمدية ووحدة الأديان لا نستطيع أن نصنفه بأنه هلوسة وتخبطات مصروع لا غير ، لأننا نكون عندئذ غافلين عن حقيقة هذه المذاهب ، وإنما هي غنوصية لهدم الإسلام . الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم
افتراضي
المبحث السادس: الشطح واللامعقول يروى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال: " لو أن رجلاً تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق " ، وسواء صحت هذه الرواية عن الشافعي أم لم تصح فإن الاتجاه العام لدى الصوفية هو الابتعاد عن العقل والعقلانية ، وذلك لأنهم يرون أنه لا يمكن الوصول إلى الأحوال والمقامات العالية إلا بإلغاء العقل ، ولذلك يذكرون حوادث لمشايخهم ويقررون أموراً يأباها العقل بل يكذبها ، ومع أن العقل شرط في معرفة العلوم وهو بمنزلة البصر في العين فإذا اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل بنور الشمس وإن إبعاد العقل وعزله تماماً هو رجوع إلى الأحوال الحيوانية ومن العلوم أن مناط التكليف في الإسلام هو العقل ولكن الصوفية كل شيء عندهم ممكن ، وكل شيء يصدق مهما كانت غرابته ، لأنه لا شيء يؤود على مشايخهم ، وإذا رددت فأنت محجوب لا تفهم في مثل هذه الأمور ، ولذلك أصبحت قصصهم أضحوكة لأهل الأديان المنسوخة كما يقول الآلوسي . ولأن الناس عجزوا بعد سقوط بغداد عن ربط الأسباب بالمسببات فربما كان التصوف هو الوحيد الذي نجا من تلك الكارثة فهرع الناس إلى المتصوفة يمنحونهم البركة فامتلأت البلاد بأرباب الطرق . وحتى لا يظن أننا نظلم ونتهم فهذه صور من اللا معقول عند الصوفية منتزعة من كتاب (الطبقات الكبرى) للشعراني . هو يترجم لهؤلاء ولا يعلق بشيء لاعتقاده بصحتها ، بل ينقل قصص المجاذيب ويترضى عنهم، وقد يقال بأنها مكذوبة عليهم ولكن الشعراني نقلها ولم ينكرها والذين يقرأون للشعراني من عصره وحتى هذا الوقت لا يقولون: نحن ننكر مثل هذه الأمور ويجب أن تحذف من كتبنا ، فالمشكلة في هؤلاء الذين يبررونها ويصدقونها فعلاً وهذه النماذج مأخوذة من عصور مختلفة إلى عصر المؤلف في القرن العاشر الهجري . ذكر في ترجمة الشيخ أحمد الرفاعي أنه: " إذا تجلى الحق تعالى عليه بالتعظيم يذوب حتى يكون بقعة ماء ، ثم يتداركه اللطف فيصير يجمد شيئا فشيئاً حتى يعود إلى جسمه المعتاد ويقول: لولا لطف الله ربي ما رجعت إليكم " . الشيخ أبو عمرو بن مرزوق القرشي: " كان الرجل العربي إذا اشتهي أن يتكلم بالأعجمية أو العجمي يريد أن يتكلم العربية يتفل الشيخ في فمه فيصير يعرف تلك اللغة كأنها لغته الأصلية " . مساكين الطلبة الذين يدرسون اللغات الأجنبية في هذا العصر فلو أن الشيخ يعيش معهم لاستراحوا وأراحوا ... قال تقي الدين السبكي: " حضرت سماعاً فيه الشيخ رسلان فكان يثب في الهواء ويدور دورات ثم ينزل إلى الأرض يسيراً يسيراً ، فلما استقر سند ظهره إلى شجرة تين قد يبست فأورقت واخضرت وأينعت وحملت التين في تلك السنة " والعجب هنا ليس من الشيخ رسلان ولكن من عالم مثل السبكي كيف يقبل بأن يذكر الله بالرقص في الهواء وكيف يقبل مثل هذا الهراء ، هذا إذا صحت رواية الشعراني عن السبكي . أبو العباس أحمد الملثم: يقول الشعراني عنه: " وكان الناس مختلفين في عمره ، فمنهم من يقول: هذا من قوم يونس ، ومنهم من يقول: إنه رأى الإمام الشافعي ، فسئل عن ذلك ، فقال عمري الآن نحو أربعمائة سنة وكان أهل مصر لا يمنعون حريمهم منه في الرؤية والخلوة . الشيخ إبراهيم الجعبري: كان له مريدة تسمع وعظه وهو بمصر وهي بأرض السودان من أقصى الصعيد . حسين أبو علي: " من كمّل العارفين ، كان كثير التطورات ، تدخل عليه فتجده جندياً ، ثم تدخل عليه فتجده سبعاً ، ثم تدخل فتجده فيلاً (يا ألطاف الله) " . تخيل هذا الذي من كمّل العارفين يتحول إلى سبع وإلى فيل .... ؟! إبراهيم بن عصيفير: " كان يغلب عليه الحال وكان يمشي أمام الجنازة ويقول زلابيه و هريسة وأحواله غريبة ، وكان يحبني وأنا في بركته وتحت نظره " . قد يكون هذا مجنون لا تكليف عليه ، أما أن يقول الشعراني: سيدي إبراهيم ، وكنت في بركته وتحت نظره ، فهذا مما لا ينقضي من العجب ، وما رأي صوفية اليوم هل ينكرون على الشعراني هذا الكلام ؟ لا أعتقد ، بل يبدوا أن هؤلاء وأمثالهم هم أقرب إلى الظن بأن الحقيقة إنما ينطق بها البلهاء قبل أن ينطق بها العلماء . ومن أثر الصوفية وكتب الشعراني وغيره أن أساتذة في جامعات مصر ، أساتذة في الطب والفيزياء والكيمياء و تكون عقولهم سليمة عند البحث العلمي وتمسخ عند الحديث عن الولي الفلاني كيف طار في الهواء أو غاص في الماء ، لا شك أنها ازدواجية تحتاج إلى تحليل نفسي لمعرفة أسبابها ودوافعها ، وقد رأينا طلاب جامعات في بلاد الشام كيف يتبعون دجالاً مخرفاً ، ظاهر الكذب والاحتيال ، إن هؤلاء المشايخ يقومون بعملية غسل دماغ للمريد بطريقة شيطانية خبيثة تجعل طلاب الجامعات بل وأساتذتهم يسيرون وراء الشيخ كالقطيع ، وتبقى أجواء الصوفية غير العقلانية هي العامل الأهم . إن قمة إلغاء العقل عند الصوفية هو ما يسمونه (بالشطح) وهي أن يتكلم أحد مشاهيرهم بكلمات غير معقولة أو تتضمن كفراً وزندقة في الظاهر ويقولون: إنه قالها في حالة جذب وسكر أما في حالة الصحو فيتراجع عنها وقيل في تعريف (الشطح) :" كلمة عليها رائحة الرعونة والدعوى تصدر عن أهل المعرفة باضطرار وإضراب " . وهذه نماذج من شطحاتهم: قال أبو يزيد البسطامي " إن جهنم إذا رأتني تخمد فأكون رحمة للخلق ، وما النار والله لئن رأيتها لأطفأنها بطرف مرقعتي " . والدسوقي يعلن أن أبواب الجنة بيديه ومن زاره أسكنه جنة الفردوس وأبو الحسن الشاذلي يعوم في عشرة أبحر: خمسة من الآدميين: محمد وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، وخمسة من الروحانيين: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح وأحمد بن سليمان الزاهد شفعه الله في جميع أهل عصره . شطحاتهم لا تنتهي ونكتفي بما أوردنا كنموذج للرعونة والدعوى وأقوالهم هذه مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا تستحق بذل الجهد لتبريرها فقاعدة الإسلام الركينة أننا نحكم بالظاهر كما دلت جملة الأحكام الشرعية، فلا مجال لمدع أن يقول بأن باطن أقوالهم مخالف لظاهرها ، ويجب أن يصان الإسلام عن مثل هذا الشطح واللامعقول ، بل الشرك لأن ممن يتصرف في الجنة والنار فقد اتخذ نفسه نداً لله وشركاً و قال ابن عقيل "ومن قال هذا كائناً من كان فهو زنديق يجب قتله " . وإذا كانت الجنة بيد الدسوقي فلينم البطالون وليستريحوا من عناء الجهد والتعب والأمر لا يحتاج إلى علم أو عبادة أو جهاد بل مجرد زيارة الشيخ تفتح له أبواب الجنة أليست هذه نسخة أخرى عن صكوك الغفران ، وأما نحن فنستغفر الله حتى من إيراد أقوالهم . الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم
| |
|