السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طبعا أكيد أغلبنا لاحظ اليومين اللي فاتوا كمية اللقاءات و الحوارات و ( الاشتغالات ) في التليفزيون أو الصحافة
و اللي بتدور حول نشر التسامح و الخروج من حالة الاحتقان و الحاجات دي ,
فتجد مثلا البرنامج الفلاني و الصحيفة الفلانية
و قد استضافوا ( المشخصاتي ) و ( المغنواتي )
و المخرجة ( اللي هيه ) و الراقصة ( اللولبية ) و .....
استضافوهم بصفتهم ( المُسأفين ) بتوع البلد ,
ليتكلموا في الدين و ليأتوا بالحلول ( العبقرية ) للأزمة الحالية ,
و قد كان !!
فتجد ذلك ( الفَلْتة ) يرى أن الحل في أن يوقف الأزهر إشهار إسلام أي أحد في مصر لمدة طويلة
- فكرة برضو -
و آخر يرى أن يُدرّس الإنجيل في المدارس للطلبة المسلمين أيضا
- أهو , نساعد الجماعة التبشيريين شوية -
و آخر على النقيض , يرى ضرورة عدم تدريس الدين في المدارس من أساسه
- طبعا , لأن الدين لله , و الرياضة للجميع -
و أخفهم ( شطحا ) من طالب بإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية
- و كأن الديانة لن تُعرف من الاسم أو الشكل و الهيئة -
المهم , تعددت الآراء و الشطحات من ( رموز ) البلد و ( مسأفين ) الوطن ,
لكن مش عارف ليه الوضع ده فكرني بحاجتين ,
أولهم :
إعلان كوكاكولا بتاع :
( الفتايين ) بيشجعوا مصر
و ثانيهم :
كاتب الأطفال الراحل سامي الجيلاني
عندما كان يستعيذ بالله من مجددي عصره و سماهم ( المجددينات ) ,
فلما سأله سائل : و ما المجددينات ؟
قال : جمع ( مخنث ) سالم !!
و لله در الرافعي عندما كتب عن هؤلاء في سياق كلامه عن حديث رسول الله
عن القوم الذين استهموا على سفينة
فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها ,
فقال :
" فكان لهذا الحديث في نفسي كلام طويل عن هؤلاء الذين يخوضون معنا البحر و يسمون أنفسهم بالمجددين ،
و ينتحلون ضروبا من الأوصاف : كحرية الفكر و الغيرة و الإصلاح،
و لا يزال أحدهم ينقر موضعه من سفينة ديننا و أخلاقنا و آدابنا بفأسه ، أي بقلمه..
زاعما أنه موضعه من الحياة الاجتماعية يصنع فيها ما يشاء و يتولاه كيف أراد ،
موجهاً لحماقته وجوهاً من المعاذير و الحجج، من المدنية و الفلسفة ،
جاهلا أن القانون في السفينة إنما هو قانون العاقبة دون غيرها ،
فالحكم لا يكون على العمل بعد وقوعه كما يُحكم على الأعمال الأخرى ، بل قبل وقوعه !!
و العقاب لا يكون على الجرم يقترفه المجرم كما يعاقب اللص و القاتل و غيرهما ...
بل على الشروع فيه ،
بل على توجه النية إليه ،
فلا حرية هنا في عمل يُفسد خشب السفينة أو يمسه من قرب أو بعد ،
ما دامت ملجِّجة في بحرها ، سائرة إلى غايتها ،
و كما أن لفظة ( الخرق ) يكون من معانيها في البحر ( القبر و الغرق و الهلاك )،
فكلمة ( الفلسفة ) يكون من بعض معانيها في الاجتماع ( الحماقة و الغفلة و البلاهة )،
و كلمة ( الحرية ) يكون من معانيها ( الجناية و الزيغ و الفساد ) ،
و على هذا القياس اللغوي فـ( القلم ) في أيدي بعض الكُتَّاب من معانيه ( الفأس )،
و ( الكاتب ) من معانيه ( المخرِّب )،
و ( الكتابة ) من معانيها ( الخيانة ) .. "
[ وحي القلم - السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية ]